أول منزل نتملكه في حياتنا
مهما كانت ظروفك، فإن الانتقال إلى منزل جديد مع شريك حياتك يعد خطوة كبيرة نحو المستقبل، ولا أحد يريد أن تكون خطوة خاطئة لأي سبب. المنزل الذي نتحدث عنه اليوم في ملك زوجين يدعيان جيمس فيشر وماندي فيشر. وهذه هي المرة الأولى التي يتملكان فيها منزلهما الخاص، ولذا كان حماسهما مفهوما تماما. فهذا هو المكان الذي خططا لتربية أطفالهما فيه لفترة مؤقتة أو دائمة.
بعد فترة وجيزة من الاستقرار في منزلهما الجديد، بدأ الزوجان يلاحظان بعض الأشياء التي تبدو نوعا ما، مريبة أو غير منطقية. لكن لا داعي للاستعجال، فسوف نصل إلى هذه التفاصيل لاحقا.
للكلب سكاوت دور مهم في هذه القصة
لم يكن جيمس وماندي الوحيدين اللذين انتقلا للعيش في هذا المنزل. فقد أحضرا معهما كلبهما سكاوت. كانوا ثلاثة فقط، وقد عثروا في النهاية ـ بعد الكثير من البحث المتواصل ـ على منزل فيكتوري قديم الطراز في بيتسبرغ، بنسلفانيا. بعد رؤية التصميم الداخلي للمنزل، عرفت ماندي فورا أن هذا هو المكان المناسب لمواصلة حياتهم معا.
لقد مضى على زواجهما خمس سنوات، لذا يبدو الآن أنه الوقت المناسب للاستثمار في منزل خاص والتفكير في المستقبل. كان جميلا ومناسبا وفيه ساحة كبيرة ومسكن للكلب.
متى سنكون في منزلنا
كما قلنا، كان جيمس وماندي متزوجين منذ خمس سنوات، وقد كانا طوال الوقت يعيشان في شقة صغيرة، لذلك لم يكن لديهم الكثير من الأشياء ليأخذوها معهم إلى منزلهم الجديد. مجرد صناديق مليئة بالأشياء التقليدية، مثل الأطباق والملابس والإلكترونيات والكتب وما إلى ذلك. وهذا لا يكفي لتأثيث منزل بأكمله، لا سيما منزلا قديما من العصر الفيكتوري.
الانتقال إلى منزل جديد قد يكون عملا روتينيا متعبا بغض النظر عن كمية الأغراض التي لديك، ولكن لحسن الحظ، كان الزوجان متحمسين للغاية، والشيء الوحيد الذي كان بإمكانهما التفكير فيه هو الوصول والاستقرار في المنزل.
أكثر من مساحة كافية
عندما دخل الثلاثة إلى منزلهم الجديد، أدركوا حجم المساحة المتوفرة لديهم. لقد قاموا بجولة في المنزل سابقا حين كان المنزل مليئا بالأثاث، ولكن النظر إلى الممرات والغرف الفارغة الآن أعطاهم نظرة مختلفة بعض الشيء. وما أن وضعوا الصناديق التي أحضروها معهم، حتى بدأوا في استيعاب أنهم لا يملكون أثاثا كافيا، وراحت عقولهم تدرس كل الاحتمالات والطرق المختلفة التي يمكنهم بها تصميم ديكورات المنزل.
كان المنزل مكونا من طابقين، مساحة المعيشة في الطابق الأول وغرف النوم في الطابق الثاني. كان هذا تصميما بسيطا بما فيه الكفاية، لكنهم هذه المرة وجدوا في المطبخ شيئا لم ينتبهوا إليه خلال جولتهم السابقة.
فتحة في أرضية المطبخ
لم ير الزوجان هذه الفتحة الموجودة في الأرضية عندما ذهبا لتفقد المنزل قبل الشراء، أو لا أحد منهما يتذكر ذلك على الأقل. اعتقدت ماندي أن الملاك السابقين ربما قاموا بتغطيتها بشيء ما مثل سجادة أو طاولة. وفي كلتا الحالتين، تبدو فتحة مغلقة بقفل، ولم يذكر أحد شيئا عنها من قبل.
بعد أن ألقى جيمس نظرة فاحصة عليها، قررا الاستمرار في نقل أغراضهما والتفكير في محاولة فتح هذا القبو المريب لاحقا عندما يكون لديهما الوقت.
الخزانة القديمة
كان المنزل سابقا في ملك امرأة مسنة، تم نقل معظم أثاثها، لكن ما تزال هناك خزانة قديمة تركت في المطبخ. بمجرد أن دخل الكلب سكاوت ورأها، تحفزت أذناه، وبدأ يزمجر حولها. حاولت ماندي تهدئته، لكنه بدا مصرا على أن هناك خطأ ما في هذا المكان. بعد الفحص تبين أن هناك فجوة طفيفة بين الخزانة والجدار.
قال المرأة في نفسها، إنها قطعة أثاث جيدة وربما يمكنهم استخدامها أو بيعها مقابل القليل من النقود الإضافية، لكنها حين تأملت الفجوة الفاصلة بين الخزانة والجدار انتابها شك عابر وتساءلت عن سبب عدم ملامستها للحائط.
المنزل بحاجة إلى القليل من الترميم
على الرغم من أن تصميم المنزل وديكوره الداخلي كانا جميلين، كما هو حال معظم منازل العصر الفيكتوري، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى القليل من الترميم. لقد تآكلت الأرضيات الصلبة مع مرور الزمن، وبعض القطع كانت تصدر صريرا عند المشي فوقها. كما كانت هناك أيضا بعض البقع على الجدران بحاجة إلى طلائها.
ومع ذلك، كان معظم المنزل في حالة جيدة، ولن تتطلب أعمال الترميم الكثير من الجهد. لقد كانت في الأساس مجرد إصلاحات معتادة يجب أن تتوقع تنفيذها في منزل قديم.
الباب السري خلف الخزانة
بعد تفريغ كل الصناديق. لم تستطع ماندي أن تواصل تجاهل الفجوة الموجودة خلف الخزانة. لقد كانت في غير محلها وتثير الريبة بالفعل. لذلك قررت أن تحاول إلقاء نظرة على ما وراءها. اختلست النظر أولا، ومدت يديها بحثا عن أي شيء، ثم دفعت الخزانة جانبا بلطف بعيدا عن الحائط، لتكشف عن باب سري.
أين يمكن أن يؤدي هذا الباب الغامض؟ هل هناك مخزن أو غرفة أخرى خلف الباب؟ لا أحد يدري، فمثل الفتحة الموجودة في منتصف أرضية المطبخ، كان هذا الباب مغلقا.
البحث عن المفتاح
لم يذكر سمسار العقارات أي شيء عن هذا الباب، حتى أن ماندي وجيمس يشكان الآن أنه كان يعرف بوجوده هناك. بحثت ماندي في أدراج المطبخ والخزانة، على أمل العثور على مفتاح، ولكن لا شيء. ثم مرّ أسبوع منذ أن بدأ الزوجان وكلبهما الاستقرار في منزلهم الجديد، لكنهما لم يجربا فتح الباب السري أو فجوة الأرضية.
بسبب متاعب العمل ومشاغل المنزل واستكشاف مدينتهم الجديدة، لم يكن لديهم سوى القليل من الوقت لفعل أي شيء آخر، لكن فضولهم لاكتشاف سر ما وراء البابين بدأ يزعجهم.
رائحة غريبة في المنزل
بحلول نهاية الأسبوع الأول، كان الزوجان يحاولان التعود على نوع من الروتين الجديد في حياتهما، ويبدو أنهما تمكنا من ذلك. بعد شراء بعض الأثاث ومناقشة الأفكار الخاصة بالديكور الداخلي، تمدد كلاهما في السرير. جلبت ماندي كتابا لتقرأه، واسترخى جيمس مغمضا عينيه. وعندها لاحظ كلاهما شيئا غريبا.
كانت هناك رائحة فظيعة تتسلل إلى الغرفة. لم يقل أي منهما شيئا لأنهما لاحظا ذلك في نفس الوقت، فنهض جيمس ونظر إلى زوجته في استغراب.
معرفة مصدر الرائحة الكريهة
لم يتمكن أي من الزوجين من تحديد مصدر الرائحة الكريهة في بداية الأمر، سارعت ماندي لجلب الرذاذ المعطر لكنه لم يفلح في تلطيف الجو مع ذلك، فقد كانت الرائحة سيئة للغاية لدرجة أنها لم تتبدد سوى لحوالي دقيقة واحدة، ثم عادت قوية مرة أخرى. وبعد نصف ساعة من المحاولات بلا جدوى، قرر الاثنان تبديل الغرفة.
لم يتمكنا من معرفة مصدر الرائحة السيئة في المنزل، فبات الزوجان في غرفة أخرى طوال الليل. وقد سيطر عليهما الشك أن حل لغز هذه الرائحة الغريبة لن يكون سهلا.
مشكلة ما في التدفئة
قام جيمس بتركيب جهاز التدفئة في الغرفة الجديدة، وارتمى كلاهما على السرير من جديد. لم يمر وقت طويل حتى وصلتهما الرائحة مرة أخرى، لكن هذه المرة، كانت لدى جيمس فكرة واضحة عن مصدرها. فأخبر ماندي أنه يعتقد أن الأمر قد يكون له علاقة بالتدفئة. في الوقت نفسه، كان الكلب سكاوت يقف عند الباب غير مستعد لتحمل المزيد من هذه النتانة.
لقد قام الزوج بتشغيل التدفئة في الغرفة السابقة قبل أن يخلد كل منهما إلى النوم، ثم تكرر هذا في الغرفة الجديدة، ويبدو أن هذا هو الرابط الوحيد بين الحالتين.
في اليوم التالي...
بسبب الميزانية المحدودة، كان جيمس متخوفا بعض الشيء بشأن هذه المشكلة، ولكنه قرر أن يبدأ التحري على كل حال. إنه يعلم الآن أن الرائحة لها علاقة ما بجهاز التدفئة، لكنه لم يكن متأكدا من السبب. في الليلة السابقة اضطر إلى تشغيل التدفئة لأول مرة، ومباشرة بعدها انتشرت تلك الرائحة في المنزل.
لا يمكن أن يكون ذلك بمحض الصدفة، ولا بد من وجود خلل في مكان ما أدى إلى هذه المصيبة. كان الرجل يعرف من أين يبدأ وسارع للعمل من فوره فهذا شيء لا يحتمل التأجيل.
تجريب التدفئة في جميع الغرف
حاول جيمس معرفة ما إذا كانت المشكلة معزولة أم أنها مشتركة بين جميع أنحاء المنزل. جرب أنابيب التدفئة في غرفة تلو الأخرى، وفي كل مرة، ظهرت الرائحة بعد وقت قصير من تشغيل المدفأة، وكانت سيئة بنفس الدرجة في كل الأماكن، مما زاد من قلقه. لم تكن هذه الرائحة المعتادة التي قد تنتشر في البيت حتى لو لم يتم تشغيل المدفأة طوال الصيف.
هذه الرائحة مختلفة تماما، ولا يمكن اعتبارها مجرد إزعاج طفيف. لقد كانت فظيعة إلى حد لا يطاق، ولم يتمكن جيمس ولا ماندي من وصفها أو تحملها.
اختبار فتحات النظام
بعد التأكد من أن المشكلة مرتبطة بمسارات التدفئة، بدأ جيمس يفحصها بدقة وخاصة فتحات التهوية. فتحها في كل غرفة واستخدم مصباحا يدويا لينظر إلى أبعد ما يستطيع لكنه لم يتمكن من اكتشاف أي شيء مريب. كان هذا مطمئنا بعض الشيء، لكن من ناحية أخرى كان يعني أن المشكلة ربما تغوص في مكان أعمق داخل نظام التدفئة.
لم يكن جيمس يعرف الكثير عن التدفئة والتهوية في المنازل القديمة، ولم يستطع وحده تشخيص هذه المشكلة، لذا سرعان ما أدرك أن عليه الاتصال بشخص ما لطلب المساعدة.
شيء ما في الفتحات
استدعاء شخص محترف لحل هذه المشكلة كان يعني إنفاق المزيد من المال. وبالنظر إلى أنهم اشتروا للتو منزلهم مقابل مبلغ كبير، فقد كان ذلك آخر ما أراد جيمس القيام به. لم يرغب في ذلك لكنه كان قرارا لا مفر منه، لأن العيش مع تلك الرائحة الكريهة كان مستحيلا بالفعل. مع ذلك بدت فتحة التهوية الأخيرة التي فحصها جيمس عادية مثل بقية الفتحات، ولكنه وجد شيئا ما بداخلها.
فبينما كان يضيء مصباحه اليدوي في عمق فتحة التهوية الأخيرة، اكتشف جيمس وجود شيئ ما وصل إليه وأخرجه ليتضح له أنه مفتاح.
مفتاح الباب السري في المطبخ
عرف الزوجان أن المفتاح الذي وجده جيمس لا بد أن يكون قديما جدا، ولذا كانت لديهما فكرة واضحة عن مكان تجربته. هرعا إلى المطبخ متحمسين لمعرفة السر وراء الخزانة، فبعد مرور ما يزيد عن أسبوع من الفضول، قد يتمكنان أخيرا من فتح الباب الغامض. أدخل جيمس المفتاح في ثقبه، وبنقرة واحدة استدار وفتح القفل.
وجد الاثنان درجا يهوي إلى الأسفل، وكان من الواضح أنه يقود إلى القبو أو الطابق السفلي من المنزل. والآن عليهما النزول ومعرفة الأسرار الأخرى التي يخفيها هذا المنزل الجديد.
الكلب سكاوت يبدأ بالنباح
بينما كان الاثنان على وشك النزول إلى الطابق السفلي، بدأ سكاوت ينبح بشدة فجأة. كان في العادة كلبا هادئا جدا، ولكن في هذه اللحظة، انتفش فروه وتراجعت أذناه إلى الخلف. جلس جيمس في محاولة لتهدئته لكن بلا فائدة. واصل الكلب النباح متوترا، وهو ينظر نحو زاوية عشوائية في غرفة المعيشة.
تمكن جيمس من جعل الكلب يسترخي قليلا، وأخذه معه إلى الأسفل بينما كان هو وماندي يشعلان مصابيحهما الكهربائية وينزلان لاستكشاف الطابق السفلي.
استكشاف الطابق السفلي من المنزل
بعد سحب سكاوت بعيدا عن غرفة المعيشة، نزل الزوجان الدرج إلى الطابق السفلي. ولكن الكلب الذي يبدو أنه ما زال خائفا مما رآه في غرفة المعيشة، رفض أن يتبعه حتى النهاية. خمن جيمس أن سر الرائحة الكريهة ربما يكمن في الطابق السفلي نفسه، ووافقت ماندي على ذلك. فواصل الاثنان النزول مستعينين بمصابيحهما الكهربائية على أمل حل اللغز.
كان الدرج قديما جدا، وكان على ماندي وجيمس الحذر في كل خطوة يخطوانها. كانت الألواح الخشبية قديمة، لكن مع ذلك لا يبدو أنها على وشك الانهيار.
ماذا يوجد في الطابق السفلي؟
بدا الدرج عاديا بما فيه الكفاية، لكن ماندي وجيمس كانا يركزان أكثر على ما يوجد أمامهما. عند الدرجة الأخيرة، تعثر جيمس وسقط وتدحرج مصباحه اليدوي على الأرض. لحسن الحظ، أنه لم يتعرض للأذى وسرعان ما ساعدته ماندي على النهوض. أمسك مصباحه ووجه النور باتجاه جدار الطابق السفلي أمامه مباشرة.
على الحائط، كانت هناك براميل كبيرة تبدو وكأنها مخزن للنبيذ. كان الطابق السفلي كبيرا وواسعا، وفي مختلف أركانه كانت هناك الكثير من الأشياء مكدسة فوق بعضها البعض.
شعور غريب
عندما قام الزوجان بالبحث في أركان أخرى من الطابق السفلي، عثرا على أغراض عديدة مثل الكراسي والصور والصناديق والمستندات. يبدو أن السيدة التي عاشت في المنزل من قبل استخدمت الطابق السفلي كمخزن. اتجهت ماندي مباشرة صوب بعض الصور القديمة وبدأت تتفحصها، فوجدت نفسها أمام شعور غريب بالوحدة والعزلة. لقد كانت تنظر إلى الماضي من خلال أغراض شخص غريب.
كانت هناك آثار حياة تركتها المرأة الغريبة التي عاشت في هذا المنزل منذ عقود من الزمن. ثم انتهى بها المطاف هنا، وبعضها شبيه بالذكريات التي خططت ماندي وجيمس لرسمها.
ماذا عن الفجوة في أرضية المطبخ؟
بعد البحث في القبو، تذكرت ماندي فجوة المطبخ، وخطر ببالها أن المفتاح الخاص بها قد يكون هنا في الطابق السفلي في مكان ما. قام الاثنان بتفتيش جميع الرفوف قدر استطاعتهما، لكن الأمر كان مثل البحث عن إبرة في كومة قش. كان هناك الكثير من الأماكن التي يمكن للمرء أن يخفي فيها مفتاحا قديما في الطابق السفلي.
وعندما كانوا على وشك الاستسلام، لفت انتباه جيمس شيء ما على أحد الرفوف. لم يكن مفتاحا بالضبط، لكنه كان شيئا أفضل.
فتح القبو السفلي المظلم
على رف في الطابق السفلي، وجد جيمس أداة حديدية تشبه العتلة. إذا لم يتمكن من فتح باب الفجوة في أرضية المطبخ، فربما يتمكن من كسر مزلاجها. وهذا بالضبط ما فعله بعد قليل من الجهد، لينزل الاثنان مرة أخرى عبر مجموعة من السلالم التي تصدر صوت صرير مخيف. وتماما كما هو الحال في القبو السفلي، يبدو أن ما تحت هذه الفجوة هو مكان آخر يستخدم للتخزين.
كانت هناك جرار قديمة مليئة بأشياء غير معروفة، بالإضافة إلى بعض العلب والصناديق القديمة. انتبهت ماندي إلى وجود صندوق على أحد الرفوف، فأمسكته بسرعة وشرعت تفتح الغطاء.
تحف قديمة في الطابق السفلي
عندما رفعت ماندي غطاء الصندوق، وجدت بداخله ما يشبه مذكرة من الورق القديم. كان ورقا أصفر اللون، أظهر ضوء المصباح المسلط عليها أنها تحمل كتابة تشبه وصفة ما. وقد كانت بقية الأوراق تحتوي على نفس الشيء. لا بد أن هذا هو المكان الذي خزنت فيه المالكة السابقة وصفاتها الغذائية لحفظها بعيدا عن أعين الجميع.
استنتج قرر الزوجان أن الفجوة كانت تقود في الواقع إلى حجرة للمؤن، أما الباب خلف الخزانة، فكان من الواضح أنه يقود إلى الطابق السفلي. لقد كان منزلا قديما يحتوي متاهة حقيقية.
المخططات الهندسية للمنزل
كانت حجرة المؤن تحتوي في الغالب على كل ما يمكنك توقع العثور عليه في مخزن طعام، وإن كانت الكثير من الأشياء قد تجاوزت تاريخ انتهاء الصلاحية. رأى ورقة أكبر تبدو ملفوفة ومدسوسة في غير مكانها، فأمسك بها وفتحها ليكتشف أنها تحوي المخططات الهندسيسة الأصلية للمنزل. وسرعان ما بدأ عقله يربط بين التصميم الذي يراه والواقع الذي بدأ يتعود عليه في المنزل منذ الأسبوع الماضي.
في الهامش السفلي من الورقة، وجد أن سنة 1887 هي تاريخ بناء المنزل. لقد كانت هذه بالفعل هي المخططات الأصلية للمنزل، كما فهم جيمس.
محاولة فهم الأوراق القديمة
كان استكشاف هذا الجانب السري في المنزل ممتعا، لكن الزوجين سرعان ما سئما البحث في الغبار والظلام. وهكذا قررا أخذ الأوراق من المخزن معهما إلى الطابق العلوي ووضعوها على الطاولة في المطبخ. كان وقت العشاء قريبا، لذا فكرا أن بإمكانهما فحص المحتويات بالتدقيق بعد أن يتناولا الطعام.
كانت الخطة هي تفحص كل الأوراق في نفس الليلة، لكن حدث شيء آخر استولى على اهتمام الزوجين بالكامل، وزاد من غموض مصدر الرائحة الغريبة التي بدأت بها هذه القصة.
جلسة للتفكير في أحداث اليوم
أثناء تحضير العشاء، كان عقل ماندي يحلل كل ما اكتشفه الزوجان في ذلك اليوم. قالت إن سمسار العقارات ربما كان يجهل وجود الطابق السفلي والمخزن الموجود أسفل فوهة المطبخ. كان إهمال الفوهة مفهوما، ولكن كيف لا يذكر أن المنزل يحتوي على قبو كامل؟ وهنا بدأت ماندي تتساءل هل وقعت هي وجيمس في ورطة نصب واحتيال؟
لم تكن الغرفتان السريتان موجودتان في المنزل فحسب، بل كانتا مليئتين بالأشياء القديمة، ثم كانت هناك تلك الرائحة الغريبة التي مازالوا عاجزين عن اكتشاف مصدرها.
سكاوت يواصل نباحه المنزعج
بينما كانت ماندي تفكر في كل ذلك، راح الكلب سكاوت ينبح مرة أخرى في غرفة مجاورة. لم يتصرف الكلب بهذه الطريقة من قبل، ولم يكن ينبح بطرق عشوائية في شقتهم القديمة فما الذي يجري معه الآن؟ وضعت ماندي ما في يدها ثم نهضت لتتفقد سكاوت.
بعد أن استدارت ماندي وبدأت في الابتعاد عن موقد المطبخ، اجتاحتها الرائحة الكريهة مرة أخرى.
عودة الرائحة مرة أخرى رغم أن المدفأة غير مشغلة هذه المرة
كان جيمس يستحم في الحمام. فنادته ماندي بقوة، حتى نزل الدرج ملفوفا بمنشفته. سألته ما إذا كان قد قام بتشغيل المدفأة وقبل أن يجيبها عرف لماذا تسأله، لقد كان بإمكانه شم الرائحة لحظة نزوله إلى الطابق السفلي. قال إنه لم يلمس المدفأة بالمرة، وراح الاثنان يحدقان في بعضهما البعض للحظة بينما كان سكاوت يعوي في الخلفية.
كانت الرائحة التي فاحت هذه المرة دون تشغيل المدفأة بمثابة تطور جديد في القصة، ولم يكن هذا تطورا هينا على أصحاب المنزل. لقد كانوا بحاجة إلى إجابة فاصلة.
حان الوقت لاستدعاء السمسار
في الواقع، لم يرغبا في إزعاج المسؤولة بشركة سمسرة العقارات في هذا الوقت المتأخر، لكنهما كانا قلقين جدا. لم يكن هناك مجال لتحمل رائحة غريبة تنبعث من مكان ما في المنزل، وكانوا يريدون معرفة مصدر المشكلة بالضبط حتى يتمكنوا من إصلاحها. ولحسن الحظ، ردت سمسارة العقارات على اتصالهم فورا، لكنها أخبرتهم أنه تم تغيير وحدة التدفئة المركزية قبل بيع المنزل.
وقالت أيضا إنه قبل إتمام عملية البيع لهم، تم تنظيف المنزل بشكل احترافي. كما أضافت أن فواتير جميع أعمال التدفئة والصيانة مخبأة في خزانة المطبخ.
العثور على الفواتير ونظرية الأشباح في المنزل
بعد أن أنهت ماندي المكالمة مع سمسارة العقارات، سارعت مع زوجها نحو الخزانة بحثا عن الفواتير. لم يستغرقا وقتا طويلا حتى عثرا عليها، وقد أثبتت بالفعل القيام بأعمال صيانة خاصة لنظام التدفئة. لكن لو تم استبدال التدفئة المركزية بواحد جديد فما سبب الرائحة الغريبة؟ لم ينجح هذا الخبر في تهدئة مخاوفهم، بل زادهم ارتباكا.
كان كل من جيمس وماندي شخصين يتميزان بالرصانة إلى حد كبير. لا يصدقان بوجود بالأشباح أو الأرواح الشريرة، أو أي شيء من هذا القبيل، لكن في هذه المرحلة، لم يكن بوسعهما إلا أن يفكرا بكل الاحتمالات.
مستوى التوتر يرتفع
كل ما يمكنهم فعله الآن هو الانتهاء من طهي العشاء ومحاولة تناول وجبتهم بسلام. ذهبوا إلى غرفة أخرى من المنزل للنوم فيها، لكن الرائحة ما تزال منتشرة. وفي نهاية المطاف، تفاقم التوتر أكثر وأكثر حتى صرخ جيمس: "اللعنة، أريد أن أعرف ما الذي يحدث في هذا المنزل".
كان لديهم منزل قديم جديد اشتروه للتو، وكان من المفترض أن تكون هذه واحدة من أسعد لحظات حياتهم، لكنها لم تكن كذلك لسبب غامض وغريب.
تأجيل البحث إلى يوم آخر
بعدما تضاعف توتر جيمس، حاولت ماندي تهدئته قليلا وأخبرته أن كل شيء سيكون على ما يرام، مقترحة أن يرتاحا الآن، ثم يواصلا العمل غدا لمعرفة مصدر الرائحة الكريهة. كانوا جميعا مرهقين، حتى الكلب سكاوت توقف عن النباح، لكن من الواضح أنه كان متوترا تماما مثل ماندي وجيمس.
حاول الزوجان النوم، لكن كان من الصعب عليهما الاسترخاء في هذه الظروف. وكان العزاء الوحيد الذي يمكن أن يسلوا به أنفسهم أنهم قد يصلون أخيرا إلى حل المشكلة في الغد.
ماندي تستيقظ في منتصف الليل
تمكن الاثنان في النهاية من النوم، لكن ماندي استيقظت في وقت متأخر من الليل، وعندما فعلت، لم تجد جيمس بجوارها. نادته بهدوء، لكنها لم تحصل على جواب، لذا نهضت من السرير لتبحث عنه. كان المنزل مظلما، لكنها سمعت ضجة من الطابق الأول فواصلت طريقها.
هناك، وجدت جيمس يرش معطر الجو في غرفة المعيشة. لم يستطع التوقف عن التفكير في الرائحة السيئة ومصدرها الغامض. وبعدما تحدثت معه لوهلة، تمكنت من إقناعه بالعودة إلى السرير.
إصرار جيمس على حل اللغز
استيقظا معا في وقت مبكر صباح اليوم التالي، لأنهما على كل حال وجدا صعوبة في النوم، ولم يكن أي منهما مرتاحا كما ينبغي. كان جيمس مع ذلك يعلم أن عليه أن يفعل شيئا لإصلاح الوضع وجعل ماندي تنسى مشاكل الليالي العصيبة التي عاشوها. ففي نهاية المطاف، يجب أن يستمتعوا بالحياة في منزلهما الجديد.
كانت عظامه تؤلمه من السقوط عن الدرج أول أمس، ومن البحث المتواصل في أنابيب التهوية في اليوم السابق، لكنه أجبر نفسه على النهوض من السرير والنزول إلى غرفة المعيشة في الطابق السفلي.
محاولة أخرى لفهم المشكلة
كان الجو باردا بعض الشيء، وكان عليهما العيش دون استخدام نظام التدفئة حتى الآن، لذلك قرر جيمس أن يشعل النار في المدفأة العادية. أحضر بعض الأخشاب من الخارج، ولم يمض وقت طويل أوقد نارا تدفئ معظم الغرفة. ثم أحضر صندوق المخططات التي عثروا عليها في المخزن وبدأ يتفحصها بدقة.
ترك مذكرات الوصفات جانبا، وصرف انتباهه بالكامل إلى المخططات الهندسية الأصلية للمنزل. ورغم عدم خبرته في المجال، فسرعان ما لاحظ وجود شيئ غريب فيها.
مقارنة التصاميم الهندسية للمنزل
لحسن الحظ، كانت سمسارة العقارات قد أعطت الزوجين نسخة من مخططات بناء المنزل الحديثة. ولكن بعد مقارنتها مع رسوم التصميم القديم، لاحظ أن هناك بعض الأشياء المختلفة تماما. كيف يمكن أن يحدث هذا دون تغيير واضح في البناء؟ كان من الممكن أن يكون المنزل قد خضع لتجديدات على مر السنين، فقد كان منزلا قديما بالطبع، ولكن أي تغيير في الغرف لابد أن يدرج في التصميم.
على الرغم من أن الأمر كان غريبا إلى حد ما، إلا أن هذه الاحتمالات تبقى منطقية وتستحق أن تدرس. ولكن ما إن انتبه جيمس إلى ملاحظة الاختلافات بين المخططات الهندسية، حتى بدأ الكلب سكاوت في النباح مرة أخرى.
الكلب يحاول أن يقول لنا شيئا
كان سكاوت ينبح عند نفس الزاوية التي أثارت انتباهه منذ أن انتقلوا إلى المنزل. كان سلوكه غريبا حتى أن الزوجان انزعجا منه بداية، لأنهما لم يتمكنا من رؤية أي شيء غريب في تلك الزاوية المحددة. ومع ذلك، يبدو أن سكاوت كان يحاول إخبارهم بشيء ما. وفي هذه المرحلة، كانوا على استعداد لتجربة أي شيء إذا كان ذلك سيحل المشكلة.
تأكد جيمس وماندي الآن أن كلبهما سكاوت لم يكن منزعجا من الانتقال إلى مكان جديد فحسب، بل ربما كان يعرف شيئا ويحاول طوال الوقت تحذيرهما منه.
شيء ما يوجد تحت فراش الأرضية
عندما اقترب جيمس من الزاوية التي ينبح عندها سكاوت، نظر إليه لفترة وجيزة ثم واصل النباح فانتبه الرجل إلى أنه لم يكن يشير إلى الحائط تماما، بل نحو الأرضية. تحسس الفراش المثبت هناك ولاحظ انتفاخا طفيفا أسفله وعندها جلب شفرة حادة وقطع جانبا من البساط، وسحبه إلى الخلف ليكشف عن فتحة تهوية سرية تحتها.
توجد فتحة تهوية بالفعل في هذا المكان في التصاميم الأصلية التي رسمت أواخر القرن التاسع عشر، لكنها كانت غائبة بشكل مريب عن المخططات التي قدمها لهم سماسرة العقار. وجد الزوجان هذا الأمر غريبا ويخفي سرا ما.
فتحة تهوية من الطراز القديم
على عكس فتحات التهوية الأخرى في جميع أنحاء المنزل، لا يبدو أن هذه الفتحة قد تم تغيير أو ترميمها على الإطلاق. كانت الفتحات الأخرى لامعة وبيضاء حيث تم تركيبها مؤخرا، أما هذه فكانت بنية اللون ومغلقة بالصدأ. ومن أجل تفحصها عن كثب احتاج جيمس إلى أدوات أقوى من مفكات البراغي للنظر إلى ما تخفيه فتحة التهوية تلك.
جرب الإزميل ولم ينجح في فكها، فانتقل بعد ذلك إلى العتلة الحديدية، ولكنها لم تكن أداة مناسبة لهذا النوع من العمل لكبر حجمها.
ماندي تشعر بالقلق أكثر
بينما كان جيمس يحاول تصريف فتحة التهوية بأي طريقة ممكنة، جلست ماندي تراقبه، كان يتصبب من العرق والغضب، وقد أضحى مهووسا بحل اللغز. بدأت تشعر بالقلق عليه أيضا، وبعد ساعة أو ساعتين من الجهد، حاولت إقناعه بالتخلي عن فتحة التهوية. لم يحرز جيمس أي تقدم فعلا، وكان من الواضح أن لا جدوى من عمله.
مرة أخرى، اقترحت على جيمس بلطف أن يرتاح، وألا يقلق بشأن هذا الأمر في الوقت الحالي. يمكنهم الاتصال بشخص محترف لاحقا يساعدهم في الوصول أخيرا إلى مصدر المشكلة في الصباح التالي.
ليلة عصيبة أخرى
بعد أن وافق جيمس على رأي زوجته، حاول الاثنان أن يعيشا بقية اليوم براحة وهناء. كان يوما خاليا من المتاعب على العموم، ولكن مع اقتراب الليل وحلول الظلام، عادت المخاوف بشأن قضاء ليلة أخرى في منزل غامض تسيطر عليهم. كان بإمكان كل منهما أن يرى أن خوف الآخر من الذهاب إلى النوم. في النهاية اضطروا لذلك غير أن ماندي أفاقت مرة أخرى في منتصف الليل.
عندما استيقظت، لم تجد جيمس مستلقيا بجانبها، فقفزت من السرير ونزلت إلى الطابق السفلي. وهناك، وجدته غارقا في عمله وعرقه، وهو يحاول فتح فتحة التهوية تلك مجددا وبإصرار كبير.
وفي اليوم التالي ...
تمكنت من إعادته إلى السرير كالمرة السابقة. وفي اليوم التالي، اتصل جيمس بعامل الإصلاحات ليطلب خدماته ويدله على طريق المنزل. وحينما جاء شعر الزوجان أخيرا بثقل ينزاح عن كاهليهما، وبأن الوصول أخيرا إلى سر الرائحة الغريبة بات ممكنا، آملين أن يتمكنا من الاستمتاع بمنزلهما الجديد.
باستخدام الأدوات المناسبة، لم يستغرق العامل المتخصص وقتا طويلا لفتح فتحة التهوية، والتي كانت في هذه المرحلة أسوأ مما كانت عليه من قبل بسبب القطع الذي قام به جيمس أثناء محاولته فتحها.
منظر من أبشع أفلام الرعب
عندما فتحت فتحة التهوية أخيرا، وأضاءها عامل الإصلاحات، نظروا إليها جميعا باستغراب عاجزين عن الكلام. ففي الداخل كانت هناك جرار من جميع الأنواع والأحجام، وكانت تحتوي على ما يبدو أنه عظام وأعضاء حيوانية. ولحسن الحظ، لم يكن هناك شيء يشبه جسد الإنسان. وفي اللحظة نفسها انتشرت تلك الرائحة الكريهة مرة أخرى، غير أنهم هذه المرة كانوا يعرفون من أين تأتي.
أثار هذا الاكتشاف رعب الزوجين، لكن عامل الإصلاح طمأنهما بأن هذا المشهد في الواقع ليس غريبا عنه، وأنه يملك نوعا تفسيرا لما تم العثور عليه في فتحة التهوية السرية.
تقنية تخليل الحيوانات
قال العامل إن مثل هذا المنظر شائع نوعا ما، وأنهم يجدون في كثير من الأحيان أشياء مماثلة مخزنة في المنازل القديمة الموروثة من العصر الفيكتوري. فقد كان هناك تقليد شعبي منتشر بين الناس يتضمن حفظ أعضاء الحيوانات في الجرار على أمل استخدامها للعلاج. كانت تقنية تسمى "باواو"، ويبدو أن صاحبة المنزل مارستها قبل وفاتها.
اقترح العامل التخلص من جميع الجرار فورا، فهز الزوجان رأسيهما بسرعة موافقين. لقد تمكنا أخيرا من حل اللغز ومواصلة حياتهما بسلام، لكن ذكرى ما فعلته بهما المرأة العجوز لم تنس بسهولة، وظلت بمثابة تذكير لهما بضرورة عيش الحياة بشكل متوازن ومريح.